تحديد الاحتياجيات التدريبة TNA من أهم الركائز لتحسين المنظمات وتطوير إدارة المواهب للمواءمة مع رؤية وأهداف المنظمة الاستراتيجية ومن أهمها مواءمة برامج التدريب مع استرايتجية المنمظمة، تحديد الكفاءات والمهارات المطلوبة للإدوار المختلفة، تقييم قدرات الأفراد لتسليط الضوء على مجالات التدريب والتطوير، وسد الفجوة بين أداء الافراد والمؤسسة الحالي والأداء المطلوب. لذلك يعتبر تحليل الاحتياجات التدريب TNA من المواضيع المحورية التي تعلب دورًا رئيسيًا في تشكيل مستقبل المنظمة لزيادة الأنتاجية وكفاءة الأنفاق وكذلك التطوير المستمر لكي تكون منظمة مستدامة.
الاحتياجات التدريبة هي رحلة تُمر في 4 مراحل رئيسية ونعتبرها هي الركائز الأساسية
مرحلة تحليل المنظمة بناء على فهم استراتجية المنظمة وأهدفها وهذا يعتبر ملخص للأولويات واحتياجات دعم التدريب
تحليل الوظائف المستهدفة وهذا يركز على تحديد المهارات والكفاءات المطلوبة ومصفوفة التدريب الخاصة بكل وظيفة
تحليل الأفراد المستهدفين بالتركيز على تقييم مهارات الأفراد وتقديم التغذية الراجعة 360 درجة وهذا يخدم المنظمة في ملفات تطوير الفردية لكل فرد ويعكس على برنامج المسار الوظيفي Career-Path وكذلك يخدم في برنامج التعاقل الوظيفي Succession Planning وفي برنامج أستكشاف القادة Exploring Leaders
تحليل الفجوات المستهدفة مع مقارنة الأداء الحالي بالأداء المطلوب ويعكس تقرير شامل جميع التوصيات لبرامج التدريب الموجة بناءَ على الأحتياجات.
أهمية الاحتياجات التدريبية TNA عميقة جداَ في تطوير وإدارة المواهب وكذلك هذا يعكس استدامة المنظمات لزيادة الإنتاجية وكفاءة الانفاق وكذلك زيادة الاندماج الوظيفي وتقليل التسرب الوظيفي ، لذلك يُعد الاحتياجات التدريبية TNA حجر الزاوية في تعزيز الإنتاجية وتحقيق التميز المؤسسي. فمن خلال تطبيق استراتيجيات مبتكرة مبنية على فهم عميق للاحتياجات، تستطيع المؤسسات تحسين عملياتها، وتعزيز رضا العاملين والعملاء، وتحقيق قيمة مضافة مستدامة. للمنظمات، علماَ أن من أكبر التحديات في تحديد الإحتياجات التدريبة أنه تقاس داخلياَ دون طلب دعم إستشاري من الخارج أو من بيوت خبرة في مجال تحديد الاحتياجات التدريبة لذلك يكون قياس التحديد غير موضوعي ويعكس ثقافة المنظمة دور كبير في تحديد هذا الاحتياج بحيث يكون غير متوافق مع الجدرات والكفاءات الموجودة ولا يسهم في تحقيق المستهدفات الرئيسية للمنظمة
تحليل الاحتياجات التدريبية TNA: عند النظر إلى تطبيق الاحتياجات التدريبية TNA في سياقات متعددة، نجد أنه يتطلب دراسة دقيقة للبيئة الداخلية والخارجية للمؤسسة. يتعين على القادة والإداريين وضع خطط استراتيجية تستند إلى بيانات وتحليلات دقيقة لضمان النجاح.
تثبت الدراسات أن: شركة “DEF” المصرفية واجهت تحديات في مواكبة التحول الرقمي وتحسين مهارات الموظفين في التعامل مع التكنولوجيا الحديثة والتواصل مع العملاء. قامت الشركة بتحليل احتياجات التدريب من خلال تقييم الأداء واستطلاع الموظفين ومراجعة معايير القطاع. تم تصميم برامج تدريبية لتطوير المهارات الرقمية، تحسين التواصل مع العملاء، وضمان الامتثال للقوانين المالية. أسفرت هذه البرامج عن زيادة بنسبة 30% في كفاءة الموظفين التقنية و25% في رضا العملاء. كما ساهمت في تقليل المخالفات القانونية بنسبة 18%، مما عزز قدرة الشركة التنافسية.
توصيات عملية: لضمان نجاح الاحتياجات التدريبية TNA، ينبغي التركيز على الابتكار المستمر، وتوفير التدريب اللازم، وتطبيق أحدث التقنيات لتحسين العمليات وتعزيز الأداء المؤسسي.
لذلك يمثل الاحتياجات التدريبية TNA ركيزة أساسية في تحقيق التفوق المؤسسي. من خلال فهم عميق واستخدام
أدوات واستراتيجيات فعّالة، تساعد المنظمات لزيادة الانتاجية والاندماج الوظيفي وكفاءة الانفاق والاستدامة مما يسام المنظمات لمواجهة التحديات وتحقيق أهدافها بفاعلية وكفاءة عالية.
الذكاء العاطفي والاجتماعي
الذكاء العاطفي و الاجتماعي هو العلم الجديد للعلاقات الانسانية , حيث اكدت جامعة هارفد ان ثلاث مميزات وجدت في الذين قادوا العالم من بينهم الذكاء العاطفي و الاجتماعي و يمتلكون القادة 90% من الذكاء العاطفي و الاجتماعي ,الذكاء العاطفي هو القدرة على إدراك مشاعرك ومشاعر من حولك، وفهمها بعمق، واستخدامها بطريقة إيجابية تساهم في تقليل التوتر، وتعزيز التواصل الفعّال، وإظهار التعاطف، والتعامل مع التحديات والصراعات بمرونة وكفاءة. والذكاء الاجتماعي : القدرة على بناء علاقات إيجابية مع الآخرين، وتعزيز التعاون، وكسب تعاطفهم ودعمهم.
يعزز الذكاء العاطفي و الاجتماعي في تمكين القادة من التعرف على الفرص واتخاذ القرارات المناسبة قبل أن يلاحظها الآخرون. كما يساعد في حل النزاعات بشكل ودي . بالإضافة إلى ذلك، يعزز الروح المعنوية ويساعد الأفراد في تحقيق أقصى إمكاناتهم المهنية كما اكدت جامعة كارنيجي ميلون ان 75% من النجاح المهني قائم على الذكاء العاطفي و الاجتماعي بينما المهارات التقنية قائم 25% فقط .و أقر المنتدى الاقتصادي العالمي ان من اهم 10 مهارات مطلوبة في سوق العمل بحلول عام 2030 هو الذكاء العاطفي و الاجتماعي .
خمس مراحل تم صياغتها من قبل عالم النفس الأمريكي دانيال جولمان للذكاء العاطفي و الاجتماعي تعزز مهارات القيادة :
التعاطف: القدرة على فهم مشاعر الآخرين والتعاطف معهم، مما يعزز من علاقات العمل ويزيد من تفاعل الفريق.
الاتصال الفعّال (المهارات الاجتماعية): القدرة على التفاعل بسهولة مع الآخرين وبناء علاقات محترمة ومؤثرة، مما يعزز من قدرة القيادة على التعاون وحل المشكلات.
الوعي الذاتي: معرفة نقاط القوة والضعف الشخصية والقدرة على التفكير في المشاعر والأفكار قبل التصرف، مما يساعد على تحسين قرارات القيادة.
التنظيم الذاتي: القدرة على إدارة المشاعر السلبية وتحويلها إلى إيجابية، مما يعزز من التفاعل الهادئ والمرن في الأوقات الصعبة.
التحفيز الذاتي: الدافع الداخلي لتحقيق الأهداف والنمو المستمر، مما يزيد من التفاؤل ويحفز الفريق على العمل بإيجابية.
و أحد العوامل الرئيسية التي تساهم في نجاحك المهني والشخصي هو الذكاء العاطفي والاجتماعي و الجيد في الذكاء الاجتماعي انه يمكن تطويره طوال الحياة من خلال جلسات الكوتشنج، التوجية وكذلك الإرشاد بواسطة ممارسة التواصل الفعّال و من مهارات الذكاء الاجتماعي :
الطلاقة اللفظية وغير اللفظية: استخدام الكلام ولغة الجسد لتوضيح نواياك.
معرفة القواعد الاجتماعية: فهم التفاعلات بناءً على الوضع الاجتماعي مما يعزز التفاعل الإيجابي.
الاستماع النشط: فهم وجهات نظر الآخرين والتفاعل معهم لحل النزاعات.
فهم المشاعر: التعاطف مع الآخرين مما يسهم في تواصل أكثر أصالة وفعالية.
هذه المهارات تساعد في بناء علاقات قوية في مكان العمل وتحسين التواصل مع الزملاء.
دراسة حالة: شركة “أكور” العالمية
شركة “أكور” هي مجموعة فرنسية متعددة الجنسيات متخصصة في مجال الضيافة والفنادق. تأسست عام 1967، وتعتبر من أكبر الشركات في هذا القطاع عالميًا. تمتلك “أكور” أكثر من 5,000 فندق حول العالم
المشكلة: ارتفاع نسبة مغادرة الموظفين من الشركة وضعف التفاعل مع العملاء.
الاستجابة: تدريب الموظفين على الذكاء العاطفي والاجتماعي لتحسين التواصل وحل النزاعات.
النتائج:
تحسن التفاعل مع العملاء وزيادة الرضا.
زيادة الإنتاجية بفضل التنسيق الأفضل.
خفض نسبة التسرب الوظيفي أودوران الموظفين
زيادة الإيرادات بنسبة 15%.
الخلاصة:
استثمار “أكور” في تطوير الذكاء العاطفي والاجتماعي أدى إلى تحسين العلاقات داخل العمل وزيادة الإنتاجية والرضا، مما ساهم في النجاح المالي للشركة.
لذلك الذكاء العاطفي والاجتماعي هو النجاح الصامت والقوى الناعمة التي تنهض بالأفراد والشركات على حد سواء. إنه يمكن الأفراد من التفاعل بفعالية مع مشاعرهم ومشاعر الآخرين، مما يعزز من قدرتهم على بناء علاقات قوية وتجاوز التحديات. و للشركات، يسهم هذا الذكاء في تحسين التواصل الداخلي، وتعزيز بيئة عمل صحية ومنتجة، مما يزيد من الولاء والإنتاجية. في عالم الأعمال المعاصر، يعد الذكاء العاطفي والاجتماعي ميزة تنافسية أساسية تساهم في النجاح والنمو المستدام.